معدلات النمو السكاني

كنت سأتفاءل أكثر بأمر القضية السكانية في بلادنا لو صادف اليوم العالمي للسكان غير يوم الجمعة "المباركة" ولكن لا بأس أن ننظر لنصف "قلص" السكان الممتلئ في بلادنا "ماشاء الله" ونتمنى على الحكومة أن تستغل الصورة السكانية لتتحول إلى طاقة إنتاج ونقطة قوة.
وقبل الحديث عن السكان في اليمن ونحن نحتفل بيومهم العالمي نذكر بأن حجم السكان يتجاوز 23 مليوناً ومعدل الزيادة أو النمو السكاني 3.2بالمائة في مساحة تزيد عن 550 ألف كم مربع في حين يظل رقم الناتج الإجمالي متواضعاً وبالتالي وعطفاً على أن نسبة الفقر تعتبر عالية لا سباب كثيرة فإنه ومع استمرار الزيادة السكانية يسهل علينا تخيل كارثة اجتماعية في سنوات قادمة وهو ما لانرجوه.. المعدل السابق للزيادة السنوية يعكس عبقرية اليمني في "الخلفة" وع تضاعف أرقام المواليد يمكن لسكان اليمن أن يتضاعف خلال ربع قرن أو أكثر قليلاً.. ولا اعتراض على تكثير النسل إلا إذا أصبح الأمر ضخاً للبطالة وتوسع الإنفاق وتبديد الموارد المحدودة، وهنا تتحول الأرقام السكانية إلى نذر شؤم بان المستقبل الاقتصادي والأمن الغذائي في أيادي عفريت.. ومن الضروري التذكير بأن سكان اليمن للان نعمة إذا ما استطاعت الحكومة أن تجعلهم في الإطار الايجابي عبر توسيع الأنشطة الاقتصادية وتعميـم حالات الانتعـاش عبر استثمارات إنتاجية كبيرة تستوعب مخرجات الجامعات والمعاهد وخريجي الثانوية من غير الراغبيـن في مواصلة مشوار "العلام الجامعي" وعبر تعزيز حضور القطاعات الاقتصادية كالزراعة والسياحة والإنشاءات الأمر الذي يعني فرص عمل أكثر وزيادة نواتج تلك القطاعات وغيرها بصورة مناسبة.
أما يؤكد "نعمة" الحجم الحالي للسكان فهو أن قوة العمل لدينا تزيد عن 6 ملايين وأن الأمة اليمنية في مجملها شابة "96بالمائة" هي نسبة العمر من صفر وحتى 64 سنة ، في حين يشكل الشباب والأطفال 75بالمائة من المجتمع عامة.. إذن هو سكان واعد بقوة عمل مساعدة في حال وجدت البرامج التي تجند طاقات هؤلاء فيها.. والمحصلة في نهاية المعادلة أن السكان عبء على الاقتصاديات متى ما كانوا من النوع غير المنتج ، ومع أننا نشد على أيدي الحكومة في مساعيها المجتهدة لتنظيم النسل خوفاً من انفجار سكاني عن طريق التوعية والإرشاد وتقديم التسهيلات فإننا نشد على أيديها أيضاً أن توفر بيئات العمل والانجاز المناسبة لطاقات العمل المكتنزة في بلادنا.. اخيراً رحم الله الصينين الذين تتوازن ضوابط تحديد النسل عندهم بنسمة واحدة أو نسمتين في حالات المخالفة لمشاريع صناعة وإنتاجية عملاقة حولت التكتل السكاني الرهيب في بلادنا التنين إلى قوة ووقود وسجلوا معادلة جديدة باسمهم في الإعالة، "فردين" الزوج والزوجة "أو احدهما يعيل الأسرة المكونة من فرد أو اثنين "أما هنا فلدينا معادلة عجيبة تجد فيها عائل الأسرة غير المحترف أو الأمي عائلاً "لكتيبة" من الأبناء والبنات رافعاً شعار الرزق على الله".
•خالد الصعفاني- نقلاً عن صحيفة الثورة