مستجدات سكانية

تعبر ثورتنا للعام الثامن والأربعين، حاملة مستجدات منها التحاق 6 ملايين طالب وطالبة في المدارسة لعامي 2010-2011م، مبينة أننا نبني كل يوم مدرسة على مستوى الوطن حيث توجد 211.200 مدرسة جديدة هذا العام.. أما الطلاب والطالبات الذين يلتحقون لأول مرة للدراسة هذا العام وفي الصف الأول ابتدائي في عموم محافظات الجمهورية فيصل إلى 750 ألف طالب وطالبة.. هذه الأرقام المباركة ناجمة عن تزايد سكاني وخصوبة مرتفعة تصل إلى 6 مواليد لكل امرأة في عمرها الإنجابي للأولاد، قد يرجع البعض التزايد المتسارع إلى تحسن صحي بين أفراد المجتمع حيث كان معدل توقع الحياة في أعوام ما قبل الثورة يصل إلى 35 عاماً، وفي عام التعداد 2004م أشادت البيانات إلى ارتفاع توقع الحياة إلى 61 سنة.. ربما يكون هذا العامل موثراً في التزايد السكاني الذي تمر به البلاد والعباد.. لكن الخصوبة متزايدة ولم نلمس انخفاضاً ملحوظاً.. هم في المجلس الوطني للسكان يرجحون البطئ في خفض الخصوبة إلى ضعف مستوى المعيشة عند الأفراد.. غير أنهم يدركون أن معالجة هذا الاشكاليه يتطلب تنويع الاقتصاد في حالة زيادة الإنتاج الزراعي النباتي والحيواني.. واستغلال فرص إقامة العديد من الصناعات الاستهلاكية.. وأهمها المنسوجات والملابس الجاهزة للأسواق المحلية والتصدير الخارجي.. ويمكن تعزيز الاقتصاد عبر الاهتمام بالمنتوج السياحي من خلال استغلال الأماكن والمقومات السياحية الثقافية والترفيهية المتوفرة في الشواطئ البحرية وسياحة المغامرات والترحال والسياحة الثقافية التي تجذب العديد من السياح إلى القلاع والحصون والتمتع بالطبيعة الخلابة وتنوعها من جبال وصحاري وسواحل طويلة وممتعة.. كما يمكن تعزيز الاقتصاد وانتعاشه وتحسين ظروف العيش للمجتمع من خلال استغلال فرص الاستثمار في المنتوج السمكي وتصديره وتسويقه للداخل والخارج.. هذه المرافق الإنتاجية بمقدور المجلس الوطني للسكان وبمشاركة مجتمعة إنعاش الاقتصاد من خلالها وعندها يمكن للخصوبة أن تخفض وللأمية أن تقل وللتعليم والصحة أن تعم منافعها كافة السكان وبخاصة في الريف.. عندها يرتفع مستوى معيشة الناس.. عندها يتحسن دخل الأفراد.. عندها يتجه الناس نحو تكوين الأسرة الصغيرة.
الأستاذ- حسن العزي